قصة ساخرة قصيرة بعنوان " الاعلان"

اهديكم اليوم قصة قصيرة ساخرة بعنوان " الاعلان "
و امل ان تروقكم
القصة بصيغة pdf لمن يريد
سبحانك اللهم و بحمدك




ما هي مشكلة كل شاب في مصر كلها او العالم كله و لن اكون متجنيا لو قلت لكم ....ماهي مشكلة الكون باسره..؟؟
ما هو الذي يسعي اليه كل بشري ، و لا يحظي به الا كل صاحب واسطة او محسوبيه او علاقات هامة ؟
ما هو الذي يجب ان يجده كل انسان و مع ذلك تحظي به قلة قليلة جدا من البشر ؟
هل عرفتم حل هذه الالغاز الثلاثة ..؟ ان الحل ليس صعبا علي الاطلاق ؛ و مع ذلك سوف اقول لكم حل هذه الالغاز الثلاثة و الحل يتلخص في كلمة واحدة و حسب وهي كلمة رهيبة من 5 حروف و هي .....العمل !!!
ان كل شاب او كل انسان بحاجة الي العمل و لكن هل يكمن ان يكون اكثر المحظوظين حظا و ان يجده؟؟؟؟ هذه هي المشكلة و مسألة المسائل و اصعب لغز في الكون كله ...فلسبب ما مجهول اصبح العمل عملة نادرة او لا وجود لها علي الاطلاق ...إنه شئ شديد الندرة للغاية و لن ابالغ لو قلت ان البحث عن ذرة رمال و سط ملايين الاطنان من القش هو شئ اسهل بمراحل من البحث عن عمل ... و لا اقول عملا مناسبا حتي لا اكون شديد التفاؤل لحد مرعب..فانا بطبعي انسان و اقعي اكره الاستغراق في الاحلام الزائفة و الخيال و بناء القصور الرملية و محاربة طواحين الهواء..
.. و كعادتي في مثل هذه الايام و بصفتي خريج حديث و قد تم اعفائي من التجنيد و الجيش فقد كان علي ان ابحث عن عمل ، و كان لي صديق و مازال حتي كتابة هذه السطور متخصص في البحث عن العمل و لا شئ يفعله قط سوي ذلك!! فهو يهوي البحث عن الوظائف الخالية في الجرائد و المجلات و أي شئ يقع في يده و كان يتصل بي عندما يجد أي شئ ... و في ذلك اليوم بالتحديد اتصل بي و قال في حماس مذهل :-
-هناك عمل ...و هو جيد..هيا بنا لنذهب الي هناك...
و لانني ساذج كالغر تقريبا ، فقد كنت اصدق مثل هذه الاعلانات التي تنشر و عندما يقولون ان الراتب يصل الي 1000 جنيه شهريا كنت اصدق ذلك فورا .
ذهبنا الي هناك و راينا شخص مقيت و هو الذي سوف يحدثنا عن ظروف العمل و متطلباته ..كان اشبه ببرميل سردين مملح و لا يختلف عنه في الرائحة كثيرا فرأسه اصلع متسخ كما لو كان يعمل في مناجم للفحم ..و عيناه دموية رهيبة و شعره طويل متسخ يصل الي ما تحت صدره و له رائحة لا توصف.. و اصابعه غليظة تنتهي باظافر طويلة سوداء كالمخالب بشعة الشكل و ملابسه ممزقة نتنه الرائحة ...اوه ! يالهي !! أهذا هو الشخص الذي سيعطي كل منا 33 جنيه في اليوم ؟؟؟ كلا انه حتي لا يملك هذا المبلغ التافه...
تحدث ذلك الشخص ..اسف اعني ذلك المسخ بصوت كما لو كان اتيا من اعماق قبر عطن لم بفتح منذ 100 الف قرن من الزمان و تحدث في هدوء شديد يصل الي درجة الاستفزاز ..عن طبيعة هذا العمل ..إنه خاص بالنقل و لم يزد.
و بعد الحاح مستمر قال لنا محاضرة عن اهمية المهن التي قد تبدو حقيرة ، لكنها ابدا ليست كذلك فجامع القمامة مثلا في وجهة نظره افضل من الطبيب و ذلك لان الطبيب عمله هو العلاج اما جامع القمامة فهو يكون بمثابة الوقاية من الامراض ،، كذلك فرغم اننا ننظر الي من يقوم باصلاح المجاري علي انه قذر دوما كريه الرائحة ابدا ..
و لكن لولاه لما استطعنا الحياه علي هذا الكوكب ..و شعرت بالدهشة الحقة لان حديثه ملئ بالنتانه و القذارة و الاسهال ، علي نحو يبعث علي الشك و الريبة و الحيرة في النفس .
الا انني عرفت السر في ذلك بعد لحظات ؛ إذ انه قال ان الذي ما سوف نقوم بنقله هو فضلات خاصة بخنازير برية الي احد المشاتل القريبة ....يا اله السماوات!!!!
و عندما سأله احد المتقدمين عن حقيقة الراتب الذي هو 1000 الف جنيه شهريا قال في سرعة و بلباقة الذئاب :-
- حسنا يبدو انه قد حدث لبس بسيط اذ ان الراتب هذا و هو 1000 جنيه صحيح لكنه في العامين و ليس بالشهر.!!!!!
حسنا .. حسنا الف جنيه كل عامين و فضلات خنازير برية يتم ارسالها الي مشتل و كل هذه الطهارة و انه عمل مناسب جدااااا و عرفت سبب هذه الرائحة النتنه التي تنبعث من ملابسه الكريهة ذلك القرد الادمي !!
و مرت فترة و جيزة فبل ان ياتي ذلك الهاتف مرة اخري من صديقي و سمعته يقول في حماس شديد :-
-هناك عمل ...و هو جيد..هيا بنا لنذهب الي هناك...
و ذهبت معه و انا اتمني ان يكون ذلك العمل حقيقي و ليس كسابقه..و هناك كان الامر مختلف تماما ؛ فقد كانت هناك امرأة شابة و هي امرأة اكثر من اللازم ان صح التعبير جمال و انوثة و ما غير ذلك و هي تشرح ظروف العمل و طبيعته .. كانت تسير مختالة برشاقتها و تتدلل في السير فرحة بجمالها و فخورة به او " فرحانة بشبابها" و جمال وجهها و الكل يتابعها بأعين قد تركزت عليها لا علي حديثها اما انا فقد استعذت بالله من الشيطان الرجيم و حاولت التركيز فيما تقول هي و تكلمت كثيرا كثيرا و و تستطرد و ترغي و تزيد و قالت :-
- ان السحر و الالعاب السحرية قد اصبحتا من مقومات هذا العصر ؛ فالإنسان أي انسان يجب عليه ان يتابع هذه الالعاب المسلية و الشائقة والمبهرة في نفس الوقت و يتابعها كل البشر من سن 3 شهور الي 152.5 عام و هذا شئ طبيعي فتلك اللعبة اصبحت مصدر جذب لكل البشر .
و شعرت بالدهشة من حديث هذه البلهاء.. اذ ما معني هذا الكلام ؟ هل درست اربعة اعوام في الجامعة كي اكون ساحر يرضي ب25 قرش توضع في قبعته ؟؟و هناك من يلكمه في فكه بقوة و لا يعطيه شيئا ؟؟
و قالت ان الراتب مغر جدا و هو 50 جنيه في الليلة و لا ادري حقا لماذا استخدمت هذا المصطلح المريب " الليلة" في حديثها هذا ؟؟
و لكن الامر قد اتضح في جلاء حين عرفنا طبيعة هذا العمل..؛ أنتم تعرفون هؤلاء السحرة او الافاقين الذين يضعون البشر في صناديق و يقومون بتقطيعهم جزءا..جزءا .... حتي تكون الرأس في ناحية و الجسد في ناحية اخري إن هؤلاء المقطعين من المتطوعين غالبا ، لكن لا احد يتطوع الان ؛ لذلك فعملناهو ان يتم تقطيع أجسادنا يوميا و لاادري حقا هل سنظل بعدها برؤوس و أرجل أم أن علينا الحية بدونهما ؟
طبعا ما إن سمعنا أنا و صديقي هذا الكلام حتي قمنا من المجلس و ركضنا كما لو ان شياطين الجحيم تطاردنا بكل همة و حماس شديد و رهيب .
و مرت بضعة أيام قبل أن يأتي صوت هذا الصديق ثانية و هو يقول في حماس شديد :-
-هناك عمل ...و هو جيد..هيا بنا لنذهب الي هناك...
ذهبت معه في هذه المرة علي مضض؛ فلم أعد أثق كثيرا أو قليلا في تلك الاعمال التي يحضرها الصديق النشيط هذا الصديق الذي أشك أن كيمياء مخه تعمل بطريقة طبيعية او بالشكل الامثل تماما.
في هذه المرة كان هناك شخص عسكري تبدو علي وجهه و ملامحه مخايل الشراسة و الجنون المطبق و كان الزبد يسيل من بين شدقيه كما لو كان قردا مسعورا و عيناه تدوران في محجريهما بأسرع من الضوء نفسه ! و ذراعه يرتجف في عصبية مفرطة لا حد لها.
تحدث الينا عن اهمية الجيش و الدور الهام جدا الذي يؤديه في الحياة و انه يردع أي احمق تسول له نفسه مهاجمة بلدنا الحبيب و ان رجال الجيش يسهرون علي حمايتنا باذلين كل جهد ممكن و غير ممكن كذلك ، أما نحن المدنيين الحمقي البلهاء فنفعل كل ما هو احمق و غبي و لا نهتم ابدا بحماية انفسنا قط و لا ادري حقا معني ذلك الهراء الذي كان يقوله هذا الابله المجنون!!
و كان المطلوب من فريد بحق ؛ فهناك نقص في اعداد " القهوجية" الذين يخدمون علي جنود و ضباط الجيش ، لذلك فكان هذا هو عملنا ان نذهب الي الحدود و نخدم عليهم و قال في حماسة أنه عمل نبيل لا يقل اهمية عن الدفاع عن الوطن نفسه و مثل هذا الهراء ، فإنسحبنا انا و صديقي في هدوء شديد و لكنه كان قد وضع الاحتياط لذلك اذ أننا تعثرنا في حبل رفيع علي ارتفاع 10 سم فقط لكننا لم نأبه قط فقد اندفعنا نركض علي اربع مثل القرود التي اصابها جنون كي نهرب من ذلك الشخص الاكثر جنونا!!
و بعد ذلك عندما كنت في المنزل رن الهاتف فشعرت بالفرح لانني ظننتها اختي التي تطمئن علي من ان لاخر، لكنني سمعت صوت هذا الصديق يقول في حماس شديد:-
-هناك عمل ...و هو جيد..هيا بنا لنذهب الي هناك...
ولا تسألونني ماذا فعلت بصديقي بعد ذلك!!