kol7agaaa
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


كل حاجة انتو عاوزنها تلقوها هنا
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مطلوب إعادة بناء الثقافة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Mr.MoRoOo
مديـر المنتـدى
مديـر المنتـدى
Mr.MoRoOo


ذكر
عدد الرسائل : 1221
العمر : 29
الموقع : www.kol7agaaa.yoo7.com
المزاج : cooool
تاريخ التسجيل : 28/02/2008

مطلوب إعادة بناء الثقافة Empty
مُساهمةموضوع: مطلوب إعادة بناء الثقافة   مطلوب إعادة بناء الثقافة Icon_minitimeالإثنين أبريل 28, 2008 12:26 am

في عام 54 تم اغتيال الامبراطور الروماني (كلاوديوس) على يد زوجته الرابعة (اجربينا) التي نصبت ابنها (نيرون) على العرش والذي قتل امه بعد خمس سنوات من توليه السلطة، كما دفع مربيه الفيلسوف (سينيكا) الى الانتحار. وفي 18 يوليو من عام 64 للميلاد شب حريق هائل في روما أتى على معظمها و«اتهم» (نيرون) المسيحيين انهم خلف الحادث وشن عليهم حربا لا هوادة فيها وتمتع بمناظر موتهم جمهور روماني مخدر. و«اتهم» المسيحيون بدورهم اليهود انهم صلبوا المسيح. وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم. وعند انتشار الطواعين في اوروبا كان اليهود «يتهمون» بتسميم الآبار فيقتلون. وفي عام 1933 «اتهم» هتلر الشيوعيين بحرق الرايخستاغ الالماني (البرلمان) فصب عليهم العذاب صبا. ونفى الشيوعيون يومها التهمة عن انفسهم، كما فعل المسيحيون من قبل مع حريق روما، واليهود مع انتشار الطاعون. ولا يستبعد المؤرخون ان يكون نيرون خلف حريق روما، كما لا يستبعد ان يكون هتلر هو من صمم لحريق الرايخستاغ لتصفية خصومه الشيوعيين من الساحة السياسية. وفي عام 1954 جرت محاولة اغتيال لجمال عبد الناصر اتُهم فيها الاخوان المسلمون فألقي القبض على الآلاف وشُنق منهم ستة كان من ابرزهم المفكر (عبد القادر عودة) صاحب كتاب (التشريع الجنائي في الاسلام). ونفى الاخوان التهمة عن انفسهم وما يزالون. وقالوا انها مكيدة من تدبير عبد الناصر لتصفية حركة الاخوان المسلمين. وتكررت نفس المسرحية حينما اتهم عبد الناصر (سيد قطب) بإعادة احياء تنظيم الاخوان المسلمين على نحو سري عسكري لقلب نظام الحكم بالقوة المسلحة انتهت بإعدام سيد قطب ويوسف هواش وعبد الفتاح اسماعيل، وعلى نفس الوتيرة نفى الاخوان المسلمون عن انفسهم التهمة وقالوا ان هذا إلا اختلاق، وان عبد الناصر فتح المعركة من موسكو وانه يريد استئصال الحركة وانها حرب ضد الاسلام. وفي 11 سبتمبر من عام 2001 جرى تفجير البنتاغون ومركز التجارة العالمي ببرجيه، فخر الى الارض دكاء ووجه الاتهام الى تنظيم «القاعدة» وقائده اسامة بن لادن الموجود في افغانستان وانه وراء تدبير العملية، ورفضت حكومة طالبان الحاكمة في افغانستان تسليمه وطالبت بالدليل على ضلوعه في الحادث. وتم بعدها قصف افغانستان في خريف 2001 في حرب لا تبقي ولا تذر. لقد تعرض تنظيم الاخوان المسلمين للمطاردة في اكثر من مكان بغاية الشراسة، فأعدم من اعدم وفر من فر ونام في السجن آلاف آخرون عشرات السنوات يرزحون في العذاب المهين، وثمة من ظن انه استأصل التنظيم، وخفي عليه ان الفكر التقليدي الاسلامي ينبت بأشد من حلاقة الشعر عند الوليد تحت اسم «الاخوان» وغيرهم طالما بقي الجامع والجامعة يكرران انتاج نفس الثقافة. ومن النكات التي سرت في اوقات الاضطرابات في دولة عربية ان سلطات الامن اصدرت امرا باعتقال (ابن تيمية) لأن الشباب المسلح كان يستند الى فتاوى الرجل الذي مات قبل قرون. ومن المعروف في علم جراحة الاورام ان شق السرطان بالمشرط يزرع خلاياه في اماكن أخرى ويتحول المريض الى مزرعة سرطانية لا ينفع معها علاج، وبعض الحكومات العربية في معاركها مع التنظيمات الاسلامية فعلت ما يشبه هذا، فانتقلت العمليات المسلحة من هذه العاصمة العربية، او تلك، الى نيروبي ونيويورك. ويمكن القول ان ما حصل من مواجهات مسلحة بين بعض الانظمة العربية والاسلاميين يتكرر اليوم بين بوش وبن لادن، وإنما بحجم كوني، وسوف يتكرر ما لم تجر اعادة صياغة الفكر الاسلامي من جديد للخروج من شرنقة الفقه القديم. منذ عشرين عاما وضعت كتابي (ضرورة النقد الذاتي للحركات الاسلامية) وقمت بتحليل «ظاهرة العنف» على أمل تركيب (لقاح) ضد وباء العنف، ولكن التحليل سقط في مثلث الاهمال والاستنكار والتعجب. والذي ثبت من احداث 11 ايلول وذيولها ان تقديري للخطر كان اقل من حجمه واختراقا لرؤية احداث المستقبل. لا بد من استخدام (ادوات علمية) لتشريح ظاهرة العنف في مستوى علم النفس الاجتماعي. فعندما يتهم (عبد الناصر) الاخوان المسلمين بتدبير حادثة المنشية لاغتياله في الاسكندرية، والاخوان ينفونها عن انفسهم، يطرح سؤال نفسه: لماذا تنجح تهمة في الالتصاق بجماعة بدون أخرى؟ فلو اتهم (غاندي) بتدبير حادثة اغتيال الارشيدوق النمساوي في سراييفو لما صدق احد. ان التهم لا تنتشر او تروج في اوساط معقمة تقتل كل انواع الجراثيم الفكرية، ومن حام حول الحمى يوشك ان يقع فيه، ومن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه. وان الجراثيم لا تنمو بدون وسط ملائم، وعود الثقاب ينطفئ في حوض الماء ولكنه يفجر برميل البارود، ويكاد المريب ان يقول خذوني. هذه ثلاثة امثلة من علم البيولوجيا والكيمياء، وعلم النفس. وفي العلم الجنائي ترجع الشرطة عادة لكشف الجريمة الى اصحاب السوابق. المطلوب هنا هو استيعاب قضية جوهرية، وهي ان هناك خللا (كروموسوميا) في تكوين الحركات الاسلامية المعاصرة، وانها لم تتوصل الى بلورة مفهوم الجهاد، فاختلط الارهاب بالتقوى. وهذه الازمة قديمة منذ ان اسس (حسن البنا) حركة الاخوان المسلمين. ففي المؤتمر الخامس عام 1935 اعلن انه في الوقت الذي يصبح عنده اثنا عشر الفا فلن يغلب عن قلة ولسوف «يغزو بهم كل جبار عنيد». وهذه الاشكالية كررت نفسها على شكل مكثف اكثر عند (سيد قطب) الذي رأى في كتابه (معالم في الطريق) ان تغيير الاوضاع يتم بحركة مزدوجة من (الفكر) و(القتال المسلح) فالفكر يحاجج الفكر، ولكن الواقع المادي للطاغوت يغير بالقوة المادية، فالجهاد في نظره هو حركة مسلحة لازالة الطواغيت من الارض من اجل «التخلية» بين العباد والفكر بعد اسقاط الحواجز المادية. وقطب يرى ان الانقضاض على الانظمة الجاهلية يتم مع تكوين (القاعدة الصلبة الواعية)، وهو شعور خاص عند جماعة منظمة تشعر بنفسها انها قادرة على الاطاحة بالنظام الجاهلي. وهذا الفكر يعبر عنه آخرون في توجيه الفكر الاسلامي على نحو ملطف عندما يقولون اذا «كان الانقلاب ابيض فلا حرج». ولكن المشكلة في عمى الالوان ان المصاب به يرى الاحمر ابيض، والدماء مياها طبيعية. فهذه هي ازمة الفكر الاسلامي المعاصر. وما حدث في الماضي، او ما يحدث في الجزائر وافغانستان، يصب في نفس تيار التغيير عن طريق القوة المسلحة، طريق الخوارج القديم، وليس الطريق النبوي عن طريق المقاومة السلمية. والملاحظ انه بقدر ما يركز القرآن على تغيير ما بالنفوس بقدر تركيز حركات الاسلام السياسي على الاطاحة بالحكام، وهو خطأ اجتماعي بقدر الخطأ الفلكي القديم: هل الشمس تدور حول الارض او العكس؟ وفي علم النفس الاجتماعي تترجم الحالة الى هذا السؤال: «هل الحكومات (كواكب) حول شمس الامة، ام ان الامة قمر في مدار (ارض) الحكومة»؟ والجواب على هذا السؤال يعطي نتائج مثل فكر العصور الوسطى ومحاكم التفتيش، او بالعكس بناء تلسكوب هابل في الفضاء الخارجي وارسال «الباثفايندر» الى المريخ، وكما يقول الفيلسوف اقبال «لحظة ان تغفل يا صاحبي الف ميل زاد بعد المنزل». ونعرف في علم الرياضيات ان زاوية الانحراف مهما كانت بسيطة غير منظورة في البدء فهي تنتهي بكارثة. ومفهوم الجهاد هو من هذا النوع. وما لم تجر اعادة نظر في كل التركيبة الثقافية لانتاج لقاحات مستعجلة ضد العنف في ازمنة (الفتن) فإن الانفجارات تنتظرنا، واذا كان عشرات الآلاف من الاسلاميين وغيرهم خسروا اوطانهم من خلف العنف، فإن كل العالم الاسلامي اليوم يتعرض لتصدع جيولوجي وشرخ مخيف في علاقاته مع الشرق والغرب. وكل من يطرق هذا الموضوع ويحاول اعادة النظر في البنى الفكرية لا يتجرأ على التصريح بأفكاره، وإن حاول فعل مثل (ديكارت) فكان غير مباشر خفيا لا يوقظ نائما ولا يزعج مستيقظا، او مثل الفيلسوف (سبينوزا) فخرج مبهما مغمغما غير مفهوم، وإن تجرأ وكتب حذفته الرقابة، فهي تخاف من الارهاب الديني اكثر من السياسي. واختناق الفكر تنطبق عليه قوانين الفيزياء، فما لم توجد صمامات حصلت انفجارات. جاءت في كتاب (الدين والفكر في شراك الاستبداد) لمحمد خاتمي قصة معبرة، وهي ان (يعقوب بن ليث الصفار) خرج على الخليفة العباسي فالتفت حوله جماعة من العيارين والحرافيش واستولى على خراسان فلما وصل الى نيسابور سمع من يقول: «من ليس معه عهد من الخليفة فهو عاص» فدعا يعقوب الناس ثم امر احد اتباعه فقال له هات عهد الخليفة نقرأه على الناس فغاب الرجل ثم احضر سيفا ملفوفا في خرقة فأشهر يعقوب بن ليث السيف ثم قال: «امير المؤمنين في بغداد وهل غير هذا السيف اجلسه هناك؟ وهذا السيف نفسه قد اجلسنا هنا، اذن عهدي وعهد امير المؤمنين واحد».

خالص جلبي

للامانة منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.kol7agaaa.yoo7.com
 
مطلوب إعادة بناء الثقافة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
kol7agaaa :: المنتديات العامة :: المنتدى الأدبى :: قسم التعريف بالادب والادباء العرب والعالميين-
انتقل الى: