قللت من أهمية النتائج المترتبة عليها.. القاهرة تطلب إرجاء زيارة بوش إلى مصر بسبب تزامنها مع الاحتفال بذكرى قيام إسرائيل
علمت "المصريون" أن القاهرة أبلغت واشنطن تحفظها الشديد على موعد زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى مصر في 15 مايو القادم، وذلك بسبب تزامنها مع احتفال إسرائيل بذكرى مرور 60 عاما على قيامها، وهو ما قد يضع النظام المصري في موقف محرج، ويجعله في موضع اتهام بالمشاركة في الاحتفال.
وأفادت مصادر دبلوماسية، أن القاهرة طالبت واشنطن بتأجيل موعد قدوم بوش إلى منتجع شرم الشيخ ليومين آخرين على الموعد المحدد، لتلافي مواجهة انتقادات محتملة، بسبب توقيت الزيارة، وذلك حتى لا يتم استغلالها للترويج لادعاءات عن مشاركة مصر في احتفال إعلان "دولة إسرائيل".
ورفضت المصادر تأكيد أو نفي عقد قمة بشرم الشيخ حول عملية السلام يحضرها الرئيس الأمريكي جورج بوش، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، إلى جانب الرئيس حسني مبارك.
غير أنها أكدت أن القاهرة لا تراهن على زيارة بوش، لكونها ستكون زيارة وداعية للرئيس الأمريكي، لن يترتب عليها حدوث اختراق مهم في الشهور الأخيرة من فترة ولايته على صعيد عملية السلام، رغم تفاؤل وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس بإمكانية حدوث تقدم في مسار العملية السلمية قبل مغادرته البيت الأبيض في يناير 2009.
وأوضحت أنه لم يتفق بعد على جدول الزيارة، وهو ما يشير إلى أنها لن تتجاوز بضع ساعات في ختام جولة سيقوم بها الرئيس الأمريكي والعديد من رؤساء دول العالم للاحتفال بالذكرى الـ 60 لقيام إسرائيل، كما حدث عندما زار مصر لعدة ساعات في ختام جولة قام بها في يناير الماضي في العديد من دول المنطقة.
وأكدت أن القاهرة طالبت واشنطن في الأسابيع الأخيرة بتنشيط دورها لتحريك عملية السلام في المنطقة واستغلال ذكرى قيام إسرائيل لإحداث نوع من الزخم في مسيرة التسوية، وهو الأمر الذي لم يلق تجاوبا من الإدارة الأمريكية، متذرعة بالأوضاع في الأراضي الفلسطينية.
وحسب المصادر، فإن لم يتم حتى الآن تحديد حجم مشاركة مصر في الاحتفالات بالذكرى الـ 60 لقيام إسرائيل، وإن كان مرجحا ألا يتجاوز الأمر تقديم السفير المصري الجديد في تل أبيب تهنئة رسمية لرئيس إسرائيل، خاصة وأن التطورات الراهنة لا تتيح الفرصة لمشاركة مصرية رفيعة المستوى في الاحتفالية.
من جهة أخرى، من المرجح قيام السفيرة الأمريكية الجديدة بالقاهرة مارجريت سكوبي بتقديم أوراق اعتمادها للخارجية المصرية خلال النصف الثاني من إبريل، تمهيدا لمباشرة مهامها خلفا للسفير الحالي فرانسيس ريتشاردوني.
يأتي ذلك فيما انتهت سكوبي، التي يرجح أن تباشر مهامها رسميا في بداية الشهر القادم من وضع خطط عملها على رأس أكبر سفارة أمريكية بالعالم، وكذا تحديد الفريق المعاون لها، الذي سيشهد تغييرات كبيرة جدا.